فيلسوف مادي هولندي، طردته الجالية اليهودية بأمستردام من مجمع اليهود ومؤلفاته الرئيسية هي « البحث اللاهوتي السياسي » و« علم الأخلاق ». وسبينوزا هو مؤسس المنهج الهندسي في الفلسفة. وقد صدر مذهب سبينوزا في بيئة تاريخية جعلت من البلاد الواطئة (هولندا) بلدا رأسماليا سباقا بعد تحرره من نير الملكية الاقطاعية الاسبانية. وقد اعتبر سبينوزا، شأنه في هذا شأن فرنسيس بيكون وديكارت، علم الطبيعة وتحسين أحوال الإنسان الغرض الرئيسي للمعرفة فأضاف مذاهب السابقين عليه تعاليم خاصة بالحرية: فأظهر كيف تكون الحرية الإنسانية ممكنة في نطاق قيود الضرورة وأقام سبينوزا وهو يحل هذه المشكلة تعاليمه عن الطبيعة وقد أكد سبينوزا، وهو يناهض ثنائية ديكارت، أن الطبيعة وحدها هي التي توجد، وأنها علة نفسها ولا تحتاج إلى أي شيء عداها من أجل وجودها. وهي باعتبارها « طبيعة خلاقة » جوهر إلهي. وقد فرق سبينوزا بين الجوهر أو الوجود غير المشروط وعالم الأشياء أو الأحوال النهائية الفردية وكلاهما جسماني ومفكر إن الجوهر واحد على حين أن الأحوال متعددة إلى ما لا نهاية. والعقل اللانهائي يستطيع أن يدرك الجوهر اللانهائي في جميع أشكاله ومظاهره. غير أن العقل الإنساني النهائي لا يدرك ماهية الجوهر كشيء لانهائي إلا في مظهرين: ك« إمتداد » وك« فكر ». وهاتان صفتان ملازمتان للجوهر. وتعاليم سبينوزا فيما يتعلق بصفات الجوهر مادية على وجه العموم، غير أنها ميتافيزيقية نظرا لأنه لا يعد الحركة صفة من صفات الجوهر. هذه هي القضايا التي وضعها سبينوزا وهو يبدع تعاليمه عن الإنسان. والإنسان عند سبينوزا هو المخلوق الذي ترتبط فيه حالة الإمتداد، الجسم، بحالة الفكر، النفس. والإنسان شأنه في هذا شأن أي من هذين الحالين جزء من الطبيعة. وسبينوزا في تعاليمه عن حال النفس قد رد تعقيدات الحياة النفسية إلى العقل والانفعال – الفرح والغم والرغبة وقد وحد بين الإرادة والعقل. فقد أكد سبينوزا أن سلوك الإنسان إنما مبعثه توقه لحفظ الذات والمصلحة الشخصية. وقد دحض سبينوزا الفكرة المثالية عن حرية الإرادة، وعرّف الإرادة بأنها تقوم دائما على الدوافع. وقال في الوقت نفسه بأن الحرية ممكنة كسلوك قائم على معرفة الضرورة ومهما كان الأمر فقد رأى سبينوزا أن الحكيم وحده، وليس جمهرة الناس، هو الذي يستطيع أن يكون حرا. وهذا التفسير للحرية هو تفسير مجرد وغير تاريخي وواصل سبينوزا في نظريته عن المعرفة تزمته العقلي وقد رفع من مقام المعرفة العقلية المؤسسة على العقل، فوق النظام الأدنى للمعرفة المستمدة من الحواس، وقلل من الدور الذي تلعبه التجربة ووصف سبينوزا إدراك الحقيقة أو حدس العقل بأنه أسمى نمط للمعرفة العقلية وهو في هذا إنما يقفو أثر ديكارت في إعلان الوضوح والمعقولية معيارا للحقيقة. وقد فعل سبينوزا الكثير لترويج تطوير الاحاد والتفكير الحر، العلمي منه والديني. ونادى بأن غرض الدين ليس فهم الأشياء بل مجرد المبادئ الأخلاقية السامية. وفي هذا يكمن السبب في أنه لا ينبغي للدين أو للدولة المساس بحرية الفكر. وتعاليم سبينوزا فيما يتعلق بالمجتمع تجعله خليفة لهوبز. وهو، عكس الأخير، لا يعتبر المَلكية بل الحكومة الديمقراطية أسمى شكل للسلطة، ويحد من قدرة الدولة على كل شيء بالحرية. وكان لسبينوزا تأثير قوي على مادية القرنين السابع عشر والثامن عشر الميتافيزيقية، وأثر تفكيره الحر الديني على تطور الإلحاد. وقد أثنى انجلز على آراء سبينوزا الفلسفية ثناء كبيرا فكتب:
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاقسام
- الرسائل والاطاريح
- دواوين شعر عراقي
- دواوين شعر عربي
- روايات عالمية
- روايات عراقية
- روايات عربية
- كتب ادب عالمي
- كتب ادب عربي
- كتب استشراق
- كتب اقتصاد
- كتب التراث السني
- كتب التراث الشيعي
- كتب الجغرافية
- كتب المعتزلة
- كتب تاريخ
- كتب تنمية بشرية
- كتب سياسة
- كتب سيره ومذكرات وتراجم
- كتب سينما وفنون واعلام
- كتب طب بشري
- كتب طب بيطري
- كتب علم النفس والاجتماع
- كتب علوم
- كتب فكر وثقافة
- كتب فلسفة ومنطق
- كتب قانون
- كتب مقارنة الاديان
- كتب موارد بشرية
- موسوعات ومعاجم
ليست هناك تعليقات: