مقولة فلسفية تدل على الروابط الضرورية بين الظواهر، التي تحتم الواحدة منها (وتسمى السبب أو العلة) الظاهرة الأخرى (التي تسمى بالمُسبب أو المعلول أو الأثر). وهناك اختلاف بين السبب الكامل والسبب المحدد. فالسبب الكامل هو المجمل الكلي لجميع الظروف التي يؤدي وجودها بالضرورة إلى حدوث الأثر أما السبب المحدد فهو المجمل الكلي للظروف التي يؤدي وجودها إلى ظهور الأثر مع وجود ظروف كثيرة أخرى بالفعل في الموقف المعين، حتى قبل ظهور الأثر مع توفر شروط فعل السبب). إن تعيين السبب الكامل ممكن في الحالات البسيطة نسبيا فقط. ويتوجه البحث العلمي عادة نحو كشف الأسباب المعينة للظاهرة. وهناك سبب آخر لهذا، هو أن أهم مكونات السبب الكامل في وضع معين تتحد في السبب المعين، والمكونات الأخرى تكون مجرد شروط لفعل هذا السبب المعين. ومشكلة السببية مجال لصراع حاد بين المادية والمثالية. فالمادية تؤمن بموضوعية السببية وكليتها، وتعتبر العلاقات السببية علاقات بين الاشياء نفسها، كائنة خارج الوعي ومستقلة عنه. أما المثالية الذاتية فهي إما تنكر السببية كليا، وترى فيها مجرد نتيجة لتتالي الأحاسيس البشرية (انظر هيوم)، أو تدرك السببية كعلاقة ضرورية وتعتبر أنها وُجدت في عالم الظواهر بواسطة الذات المدركة (الطابع القـَبْلي للسببية – انظر كانط). وقد تعترف المثالية الموضوعية بوجود السببية مستقلة عن الذات المدركة، ولكنها ترسي جذورها فى الروح، فى للفكرة، في التصور، الذي تعتبره مستقلا عن الذات.أما المادية الجدلية فإنها لا تقترن فحسب بموضوعية وكلية السببية. بل أنها ترفض أيضا النظرة المبسطة إليها، وخاصة النظرة التي تعارض بين السبب والأثر،وهي من الخصائص المميزة للميتافيزيقا، وتعتبرهما جانبين لتفاعل يقوم فيه الأثر –بدوره وبعد أن يحدثه السبب – بالتأثير في هذا السبب. والعلاقات السببية متعددة، ومن المستحيل ردها الى أي شكل بسيط – كما فعلت المادية الميتافيزيقية (مثلا، حتمية لابلاس التي أضفت طابعا مطلقا على السببية الميكانيكية). وتطور العلم المعاصر – الذي يرفض إضفاء الطابع المطلق على الاشكال التى عرفت مبكرا من العلاقات بين السبب والأثر – يؤكد ويكشف تنوعها ويعمق ويثري المنهج الجدلي والمادي للسببية. ومقولة السببية واحدة من المقولات الأساسية للبحث العلمي، التي تفضي دائما – في التحليل النهائي – إلى اكتشاف التبعية السببية الأساسية. وحيث يحقق الإدراك المستوى الذي يصبح – فيه التحليل الكمي الدقيق للظواهر موضوع الدراسة ممكنا، فإن العلاقة السببية تظهر في شكل تبعية وظيفية إلا أن ذلك لا يجعل مقولة السببية بدون لزوم.
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاقسام
- الرسائل والاطاريح
- دواوين شعر عراقي
- دواوين شعر عربي
- روايات عالمية
- روايات عراقية
- روايات عربية
- كتب ادب عالمي
- كتب ادب عربي
- كتب استشراق
- كتب اقتصاد
- كتب التراث السني
- كتب التراث الشيعي
- كتب الجغرافية
- كتب المعتزلة
- كتب تاريخ
- كتب تنمية بشرية
- كتب سياسة
- كتب سيره ومذكرات وتراجم
- كتب سينما وفنون واعلام
- كتب طب بشري
- كتب طب بيطري
- كتب علم النفس والاجتماع
- كتب علوم
- كتب فكر وثقافة
- كتب فلسفة ومنطق
- كتب قانون
- كتب مقارنة الاديان
- كتب موارد بشرية
- موسوعات ومعاجم
الأخيرة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5
- ديوان شعر عراقي (1)
- ديوان شعر عربي (2)
- روايات عالمية (1)
- روايات عراقية (1)
- روايات عربية (2)
- كتب أدب عالمي (1)
- كتب أدب عربي (1)
- كتب اقتصاد (1)
- كتب التراث السني (1)
- كتب التراث الشيعي (1)
- كتب تاريخ (1)
الردود$type=list-tab$com=0$c=4$src=recent-comments
الشائعة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5$src=random-posts
ديوان شعر عراقي
(1)
ديوان شعر عربي
(2)
روايات عالمية
(1)
روايات عراقية
(1)
روايات عربية
(2)
كتب أدب عالمي
(1)
كتب أدب عربي
(1)
كتب اقتصاد
(1)
كتب التراث السني
(1)
كتب التراث الشيعي
(1)
كتب تاريخ
(1)
ليست هناك تعليقات: