شكل من أشكال انعكاس العالم في العقل يمكن به معرفة ماهية الظواهر والعمليات، وتعميم جوانبها وصفاتها الجوهرية. والمفهوم نتاج معرفة متطورة تاريخيا، ترتفع من مرحلة أدنى إلى مرحلة أعلى، وتلخص هذه المعرفة – على أساس الممارسة – النتائج المتحصل عليها في مفاهيم أكثر عمقا، وتحسن المفاهيم القديمة وتحددها بشكل أكثر دقة، كما تصوغ المفاهيم الجديدة. ولهذا فإن المفاهيم ليست جامدة وليست نهائية وليست مطلقة، بل هي في عملية التطور والتغيير ترقى إلى رتبة الانعكاس المطابق للواقع. والمفاهيم تعطي المعنى لكلمات اللغة. والوظيفة المنطقية الرئيسية للمفاهيم هي أنها تنتقي – في الفكر ومن خلال صفات محددة – تلك الأشياء التي تهمنا من وجهة نظر الممارسة والمعرفة. وبفضل هذه الوظيفة تربط المفاهيم. الكلمات بالأشياء المحددة مما يجعل من الممكن تحديد المعاني المضبوطة للكلمات، والاشتغال بها في عملية التفكير. وإن تمييز فئات الأشياء وتعميمها في مفهوم هو شرط أساسي لمعرفة قوانين الطبيعة. وكل علم يشتغل بمفاهيم محددة تتركز فيها المعرفة التي تجمعها العلوم. والمفهوم كما حدده لينين هو النتاج الأعلى للمخ، الذي هو نفسه النتاج الأعلى للمادة. إن تكوين المفهوم أي الانتقال إليه من الصور الحسية للانعكاس، عملية معقدة تشمل تطبيق مناهج المعرفة مثل المقارنة، التحليل والتركيب، التجريد، الصياغة في فكرة، التعميم؛ والأشكال المعقدة بطريقة أو بأخرى للاستنباط. وفي الوقت نفسه غالبا ما تنشأ المفاهيم العلمية بشكل مبدئي على أساس التخمينات الافتراضية الخاصة بوجود الاشياء وطبيعتها، ( فمثلا يبين هذا كيف نشأ مفهوم الذرات). وعلى أساس معرفة قوانين واتجاهات التطور، يمكن صياغة مفهوم بعض الأشياء قبل ظهور الأشياء نفسها ( مفهوم الشيوعية)، ومن ثم فإن صياغة المفاهيم هي مظهر للطبيعة النشطة والخلاقة للفكر، رغم أن الاستخدام الناجح للمفاهيم التي تم إبداعها يتوقف كلية على الإحكام الذي ينعكس به الواقع الموضوعي فيها. وكل مفهوم هو تجريد، الأمر الذي يجعله كما لو كان انحرافا عن الواقع. ومن الحق أنه بالمفهوم نحصل على معرفة أكثر عمقا بالواقع عن طريق فرز جوانبه الجوهرية وفحصها. زيادة على ذلك، فإن العيني الذي ينعكس بشكل غير كامل في المفاهيم الجزئية يمكن أن يظهر إلى حد ما من الاكتمال عن طريق تجميع المفاهيم التي تعكس جوانبه المختلفة. إن أي مفهوم علمي باعتباره إنعكاسا للواقع، هو مفهوم متحرك ومتدفق، شأنه في هذا شأن الأشياء والعمليات (السيرورات) التي هو تعميم لها. والمفهوم عل حد قول لينين « يجب أن يكون مصقولا، معالجا، متحركا، مرتبطا بشكل متبادل، متحدا في الأضداد، حتى يمكنه أن يشمل العام ». إن القول بالمرونة والتحرك والتحول والترابط المتبادل في المفهوم هو جانب من أهم الجوانب جوهرية في تعاليم المنطق الجدلي عن المفهوم. وبالرغم من أن العام وحده هو الذي يتم إلتقاطه في المفهوم، فلا يعني هذا أنه يتعارض مع الفردي والجزئي، بل أكثر من هذا فإن المفهوم العلمي يحتوي على الثراء الذي يتصف به الخاص والجزئي. فعلى أساس ما هو عام فحسب يمكن فرز ومعرفة المجموعات (الأنواع) المحددة للأشياء، بالاضافة إلى الأشياء المفردة التي تندرج تحت فئة ما. والتناول الجدلي للمفهوم يتأكد بتطور مجموع العلم الحديث ويفيد كمنهج للمعرفة العلمية.
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاقسام
- الرسائل والاطاريح
- دواوين شعر عراقي
- دواوين شعر عربي
- روايات عالمية
- روايات عراقية
- روايات عربية
- كتب ادب عالمي
- كتب ادب عربي
- كتب استشراق
- كتب اقتصاد
- كتب التراث السني
- كتب التراث الشيعي
- كتب الجغرافية
- كتب المعتزلة
- كتب تاريخ
- كتب تنمية بشرية
- كتب سياسة
- كتب سيره ومذكرات وتراجم
- كتب سينما وفنون واعلام
- كتب طب بشري
- كتب طب بيطري
- كتب علم النفس والاجتماع
- كتب علوم
- كتب فكر وثقافة
- كتب فلسفة ومنطق
- كتب قانون
- كتب مقارنة الاديان
- كتب موارد بشرية
- موسوعات ومعاجم
الأخيرة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5
- ديوان شعر عراقي (1)
- ديوان شعر عربي (2)
- روايات عالمية (1)
- روايات عراقية (1)
- روايات عربية (2)
- كتب أدب عالمي (1)
- كتب أدب عربي (1)
- كتب اقتصاد (1)
- كتب التراث السني (1)
- كتب التراث الشيعي (1)
- كتب تاريخ (1)
الردود$type=list-tab$com=0$c=4$src=recent-comments
الشائعة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5$src=random-posts
ديوان شعر عراقي
(1)
ديوان شعر عربي
(2)
روايات عالمية
(1)
روايات عراقية
(1)
روايات عربية
(2)
كتب أدب عالمي
(1)
كتب أدب عربي
(1)
كتب اقتصاد
(1)
كتب التراث السني
(1)
كتب التراث الشيعي
(1)
كتب تاريخ
(1)
ليست هناك تعليقات: