قال الملك جميس الأول:
“النظام الجمهوري هو نظام رائف ومدمّر؛ ذلك لأنّ الملك هو رأس الدولة؛ وإذا أنتَ فصلتَ الرأس عن الجسد فلن تعودَ بقية الأعضاء تؤدي وظائفها وسيموت الجسد كله”
وفي كلامه مغالطة منطقية تدعى بالتفكير التشبيهي false analogy ; analogical fallacy
وكما يقول المتنبي: وقد يتقارب الوصفانِ جدًا وموصوفاهما متباعدان
وفي قول الملك جيمس يتبدّى لنا بؤس التفكير التشبيهي: فالدولة لا تشبه الجسد الحي إلا مجازًا، ولا يمكن أن يُستنبَط من هذا التماثل أي قواسمَ مشتركةٍ حقيقية تجمع بين الجسد والدولة!
وقد يذهب جميع الشموليين نفس المذهب فيقولون إن الدولة أشبه بالجسد: يعمل على أفضل نحو إذا كان ثمّة دماغ حادّ وقوّيّ يديره، لذا فإنّ الحكومات المتسلّطة أكثر كفاءة من غيرها من الحكومات.
ولا تتطرّق أيّ من هذه التشبيهات الزائفة التي تشبِّه الدولة بالجسم الحيّ إلى الحديث عن كبد الدولة أو كولونها أو آليات الإخراج بها !!!
وجدير بالذكر أنّ تأثير هذه المغالطة قد يكون مدمّرًا إذا نقلب ضد من استخدمه؛ فمن التقنيات الفعالة في فن المناظرة أنّه إذا استخدم الخصمُ تشبيهًا لكي يدعم حجّته فما عليك سوى أن تمسك بطرف هذا التشبيه وتمطّه في اتجاه يخدم حجّتَكَ أنت؛ فينقلب السحر على الساحر؛ عندئذ سيضطر خصمك إلى التسليم بأنّ التشبيه لم يكن موفّقًا وسيخسر نقاطًا في نظر الجمهور.
مثال ذلك أن يقول رئيس اللجنة (في مشروع لا تستريح له أنت ولا تأمَن عواقبه):
“ونحن إذْ نبحر قُدمًا في لجتنا الجديدة دعوني أعرب عن أملي في أن نتكاتف سويًا من أجلل رحلةٍ سلسلة”
فبوسعك عندئذ أن تقول:السيد رئيس اللجنة على حقّ. ولكن تَذّكّروا أن المجذّفين كانوا دائمًا يوضعون في سلاسل ويُضرَبون بالسياط، وكانوا إذا غرقت السفينة يغرقون معها!
ليست هناك تعليقات: