مقولتان فلسفيتان تعكسان الجوانب الكامنة بالضرورة في كل من أشياء الواقع. الجوهر جماع الصفات والعلاقات الأعمق والأكثر استقرارا للشيء، والتي تحدد أصله وطابعه واتجاهات تطوره. أما المظهر فهو جماع الصفات والعلاقات المتنوعة الخارجية والمتحركة للشيء، والتي تتكشف مباشرة للحواس. المظهر هو الحالة التي يتكشف الجوهر فيها. ويتخذ المثاليون نظرة محرفة إلى هاتين المقولتين، فهم إما أن يعتبروا الجوهر مثاليا ("المثل" عند أفلاطون، و"المطلق" عند هيغل)، أو يأخذون المظهر على أنه ذاتي والجوهر على أنه موضوعي لا يمكن إدراكه (كانط واللاأدرية) أو يعلنون أن فعل التمييز بين الجوهر والمظهر نفسه في الشيء أمر ذاتي (ديوي، لويس)، أو – أخيرا – ينكرون الجوهر كلية ويوحدون بين المظهر والحس (ماخ، والظواهرية). والجوهر والمظهر وحدة: فكما أنه لا يمكن أن توجد جواهر "خالصة" غير ظاهرة، لا يمكن أن تكون هناك مظاهر خالية من الجوهر، « فالجوهر يظهر. والمظهر جوهري » (لينين). وتتضح وحدة الجوهر والمظهر أيضا في حقيقة أنهما يتحولان الواحد منهما إلى الاخر. فذلك الذي يكون في وقت من الاوقات (أو من ناحية من النواحي) جوهرا قد يصبح في وقت آخر (أو من ناحية أخرى) مظهرا، والعكس بالعكس. ولكن وحدة الجوهر والمظهر متناقضة أبدا. والاثنان جانبان للتناقض. الجوهر هو العنصر الذي يحدد، والمظهر هو العنصر الذي يتحدد، المظهر يتبدى مباشرة في حين أن الجوهر يخفى، وللمظهر جوانب أكثر من الجوهر ولكن الجوهر أعمق من المظهر. وجوهر الشيء دائم واحد، ولكنه يتبدى في عديد من المظاهر، والمظهر أكثر حركة من الجوهر، حتى إن المظهر الواحد نفسه قد يكون تبديا لجواهر مختلفة، بل حتى متضادة. وقد يعبر المظهر عن الجوهر بطريقة محرفة وغير كافية (انظر المماثلة) ولكن هناك تناقضا لا بين الجوهر والمظهر فحسب، وإنما في الجوهر نفسه. وهذه التناقضات هي التناقضات المبدئية في الشيء. وهي التي تحدد تطوره ككل. وتدرك المادية الجدلية – على النقيض من الميتافيزيقا – أن الجوهر متغير. ويحدد التناقض بين الجوهر والمظهر الطبيعة المركبة المتناقضة لعملية المعرفة، لأن « كل علم يكون سطحيا إذا اتفق المظهر الخارجي للأشياء مع جوهرها اتفاقا مباشرا » (كارل ماركس – رأس المال). وهدف المعرفة هو التغلغل اللانهائي من المظهر إلى الجوهر، واكتشاف جوهر الأشياء تحت مظهرها، وإثبات السبب في تبدي الجوهر بطريقة معينة وليس بأخرى. ويعطي التأمل المباشرالانسان معرفة بما يبدو على السطح، أي المظاهر. أما المعرفة بالجوهر فنبلغها بواسطة الفكر المجرد. وفي العلم يتخذ الانتقال من معرفة المظهر إلى معرفة الجوهر الشكل النوعي للانتقال من التجربة (أو الملاحظة) عبر الوصف إلى التفسير.
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاقسام
- الرسائل والاطاريح
- دواوين شعر عراقي
- دواوين شعر عربي
- روايات عالمية
- روايات عراقية
- روايات عربية
- كتب ادب عالمي
- كتب ادب عربي
- كتب استشراق
- كتب اقتصاد
- كتب التراث السني
- كتب التراث الشيعي
- كتب الجغرافية
- كتب المعتزلة
- كتب تاريخ
- كتب تنمية بشرية
- كتب سياسة
- كتب سيره ومذكرات وتراجم
- كتب سينما وفنون واعلام
- كتب طب بشري
- كتب طب بيطري
- كتب علم النفس والاجتماع
- كتب علوم
- كتب فكر وثقافة
- كتب فلسفة ومنطق
- كتب قانون
- كتب مقارنة الاديان
- كتب موارد بشرية
- موسوعات ومعاجم
الأخيرة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5
- ديوان شعر عراقي (1)
- ديوان شعر عربي (2)
- روايات عالمية (1)
- روايات عراقية (1)
- روايات عربية (2)
- كتب أدب عالمي (1)
- كتب أدب عربي (1)
- كتب اقتصاد (1)
- كتب التراث السني (1)
- كتب التراث الشيعي (1)
- كتب تاريخ (1)
الردود$type=list-tab$com=0$c=4$src=recent-comments
الشائعة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5$src=random-posts
ديوان شعر عراقي
(1)
ديوان شعر عربي
(2)
روايات عالمية
(1)
روايات عراقية
(1)
روايات عربية
(2)
كتب أدب عالمي
(1)
كتب أدب عربي
(1)
كتب اقتصاد
(1)
كتب التراث السني
(1)
كتب التراث الشيعي
(1)
كتب تاريخ
(1)
ليست هناك تعليقات: