مقولتان فلسفيتان تفيدان في استخراج المنابع الباطنية لوحدة وتكامل وتطور الأشياء المادية والمضمون هو المحصلة الكلية للعناصر والعمليات التي تكون أساس الأشياء وتحدد وجود أشكالها وتطورها وتتابعها وتعبر مقولة الشكل عن العلاقة الباطنية ومنهج التنظيم وتفاعل عناصرالظاهرة وعملياتها بينها وبين نفسها: وبينها وبين البيئة، وتطور الشكل والمضمون هو تطور جانبي الظاهرة نفسها، وتشعب الكل هو الذي يؤدي إلى ظهور التناقضات والصراعات ويؤدي إلى استبعاد الشكل وإعادة تشكيل المضمون ووحدة الشكل والمضمون نسبية ومؤقتة وتعتريها التغيرات والصدامات والصراع بينهما ويقوم مصدر التناقضات بين الشكل والمضمون في الاختلاف بين وظائفهما في التطور. فالمضمون هو أساس التطور، والشكل هو نمط وجود شيء من الأشياء، المضمون بمتلك حركته والشكل يعتمد عليه، المضمون يحتوي على الامكانية الباطنية للتطور اللانهائي والشكل يحد من هذه الامكانية، المضمون يقوم بالدور الرئيسي في التطور والشكل له استقلال نسبي، لأنه قادر على نشر التطور وعرقلته على السواء وهكذا. ويحدث التغير في الشكل نتيجة تغير في المضمون نفسه الذي يحدد دوره البارز في التطور والشكل على هذا النحو لا يظل أبدا دون تغير. لكن تغير الشكل، تقلبه، لا ينطلق دائما في الحال، بل يحدث في الأغلب نتيجة الوصول إلى موقف حاد تدريجي للمتناقضات بين الشكل والمضمون زيادة على ذلك، تمارس الظروف والعوامل الخارجية والروابط غير المرتبطة بشكل مباشر بالمضمون، تأثيرا معينا على تغير الشكل إن للشكل استقلالا نسبيا ويزداد هذا الاستقلال كلما كان الشكل أكثر قدما وثبات الشكل عامل يضمن التطور التطور المطرد للمضمون غير أن هذا الثبات الذي يحفز – في المراحل الأولى – التطور، يصبح في وقت ما مصدرا للمحافظة والتناقضات بين الشكل والمضمون ليست تناقضات بين جوانب سلبية وايجابية فالعملية الفعلية تحدث نتيجة تفاعلهما كأضداد تؤثر تأثيرا فعالا في التطور وعدم تطابق الشكل مع المضمون، الناجم عن تخلف الشكل وراء المضمون، برغم دلالته الكبيرة في التطور، يحدد تناقضا واحدا من تناقضاته ويتوقف حل التناقضات بين الشكل والمضمون على طبيعتهما ودرجة تطورهما والظروف التي يتطوران فيها ويمكن التوصل إلى هذا الحل عن طريق تغيير الشكل بما يتفق مع التغييرات في المضمون وتغيير المضمون بما يتفق مع الشكل الجديد، واستبعاد الشكل، أي اخضاع الشكل القديم للمضمون الجديد وهكذا. وفي التحول من حالة كيفية إلى حالة أخرى، إما أن يتم القضاء على الشكل القديم أو يتم تغييره زيادة على ذلك، فإن الشكل القديم لا يمكن القضاء عليه قبل أن تكون متطلبات وعناصر تغييره إلى شكل أفضل قد أعد لها داخله وهذه عملية "استبعاد" جدلية لا يتم فيها استبعاد الشكل القديم تماما أو على نحو مطلق ولا يسود فيها الشكل الجديد دفعة واحدة دائما، بل يبدأ يسود تدريجيا، والشكل القديم يضمن التطور بدرجة أولى من الشكل الجديد، ومن ثم يكون للشكل الجديد مكانة أكبر مع الزمن وهذه السمة ("استبعاد" الشكل القديم) تخلق أيضا إمكانية التطور الرجعي، أي استعادة الشكل القديم ويظهر جدل المضمون والشكل على نحو أخاذ في التجدد والتطور المطرد الدائمين للمجتمع.
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاقسام
- الرسائل والاطاريح
- دواوين شعر عراقي
- دواوين شعر عربي
- روايات عالمية
- روايات عراقية
- روايات عربية
- كتب ادب عالمي
- كتب ادب عربي
- كتب استشراق
- كتب اقتصاد
- كتب التراث السني
- كتب التراث الشيعي
- كتب الجغرافية
- كتب المعتزلة
- كتب تاريخ
- كتب تنمية بشرية
- كتب سياسة
- كتب سيره ومذكرات وتراجم
- كتب سينما وفنون واعلام
- كتب طب بشري
- كتب طب بيطري
- كتب علم النفس والاجتماع
- كتب علوم
- كتب فكر وثقافة
- كتب فلسفة ومنطق
- كتب قانون
- كتب مقارنة الاديان
- كتب موارد بشرية
- موسوعات ومعاجم
الأخيرة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5
- ديوان شعر عراقي (1)
- ديوان شعر عربي (2)
- روايات عالمية (1)
- روايات عراقية (1)
- روايات عربية (2)
- كتب أدب عالمي (1)
- كتب أدب عربي (1)
- كتب اقتصاد (1)
- كتب التراث السني (1)
- كتب التراث الشيعي (1)
- كتب تاريخ (1)
الردود$type=list-tab$com=0$c=4$src=recent-comments
الشائعة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5$src=random-posts
ديوان شعر عراقي
(1)
ديوان شعر عربي
(2)
روايات عالمية
(1)
روايات عراقية
(1)
روايات عربية
(2)
كتب أدب عالمي
(1)
كتب أدب عربي
(1)
كتب اقتصاد
(1)
كتب التراث السني
(1)
كتب التراث الشيعي
(1)
كتب تاريخ
(1)
ليست هناك تعليقات: