نسق من الآراء المبنية على احترام كرامة الإنسان والإهتمام برفاهيته وتطوره الشامل، وخلق الظروف الملائمة للحياة الاجتماية. وقد نشأت الأفكار ذات النزعة الانسانية نشوءا تلقائيا خلال الصراعات الشعبية ضد الاستغلال والخطيئة. وقد نمت فأصبحت حركة ايديولوجية واضحة في عصر النهضة من القرن الرابع عشر إلى القرن السادس عشر، عندما برزت كعنصر في الايديولوجية البورجوازية المعارضة للاقطاع ولاهوت العصور الوسطى. ويرتبط المذهب الانساني إرتباطا وثيقا بالآراء المادية التقدمية، فهو يعلن حرية الفرد ويعارض القهر البدني الديني، ويدافع عن حق الانسان في التمتع وفي إشباع الرغبات والحاجات الدنيوية. ومن أبرز أتباع المذهب الانساني في عصر النهضة بترارك ودانتي وبوكاشيو وليوناردو دافينشي وايرازموس أوف روتردام وبرونو ورابيليه ومونتيني وكوبرنيك وشيكسبير وفرانسيس بيكون وغيرهم. وهؤلاء ساعدوا في صياغة آراء دنيوية، ولكنهم كانوا مبتعدين كثيرا عن الشعب، عن الناس العاملين، وكانوا معادين للحركات الثورية من جانب المقهورين. وقد عبّر مفكرون مثل مور وكامبانيللا – من ناحية أخرى – عن مصالح الشعب العامل. وبلغ المذهب الانساني البورجوازي ذروته في مؤلفات مفكري عصر التنوير في القرن الثامن عشر، الذين رفعوا شعارات الحرية والمساواة والأخاء، وأعلنوا حق الناس في أن يطوروا في حرية "جوهم الطبيعي". ومع ذلك، فإنه حتى أرفع مظاهر المذهب الإنساني البورجوازي كانت تنطوي على عيب التغاضي عن ظروف حياة الشعب العامل وتجاهل مسألة حريته الحقيقية، وبناء المثل العليا الانسانية على الملكية الشخصية والنزعة الفردية. ومن هنا كان التناقض بين شعارات المذهب الإنساني وتحققها الفعلي في المجتمع الرأسمالي. أما عن أنصار الاشتراكية الخيالية فقد أدركوا الطبيعة اللاإنسانية للرأسمالية وهاجموا خطاياها. ولكنهم عجزوا – بسبب عدم معرفتهم بالقوانين الموضوعية للتاريخ – عن إكتشاف السبل والوسائل الفعالة لتحقيق مجتمع عادل. والمذهب الإنساني الاشتراكي يختلف عن هذا اختلافا أساسيا. فهو يقوم على أساس الفلسفة الماركسية اللينينية ونظرية الشيوعية التي تسلم بحرية الطبقة العاملة من القهر الاجتماعي، وبناء الشيوعية كشرط جوهري للتطور المتسق لكل الناس والحرية الأصيلة للفرد. والمذهب الانساني الإشتراكي هو أيديولوجية الطبقة العاملة، لأن الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة التي تسعى لتوفير الظروف الجوهرية لانتصار المثل العليا الإنسانية، بصراعها ضد الطبقات المستغِلة ومن أجل الشيوعية. وتقيم الاشراكية – بإلغائها الملكية الخاصة والإستغلال – علاقات إنسانية على الحقيقة، مبنية على أساس المبدأ القائل بأن الانسان بالنسبة للانسان صديق ورفيق وأخ. والشيوعية هي التجسيد الأعلى للمذهب الإنساني، لأنها تزيل كل البقايا المترسبة من عدم المساواة، وتقيم التعبير الأعلى عن العدالة، وهو مبدأ « من كل حسب قدرته ولكل حسب حاجاته »، وتوفر الظروف الضرورية للتطور المتسق لكل الأفراد.
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاقسام
- الرسائل والاطاريح
- دواوين شعر عراقي
- دواوين شعر عربي
- روايات عالمية
- روايات عراقية
- روايات عربية
- كتب ادب عالمي
- كتب ادب عربي
- كتب استشراق
- كتب اقتصاد
- كتب التراث السني
- كتب التراث الشيعي
- كتب الجغرافية
- كتب المعتزلة
- كتب تاريخ
- كتب تنمية بشرية
- كتب سياسة
- كتب سيره ومذكرات وتراجم
- كتب سينما وفنون واعلام
- كتب طب بشري
- كتب طب بيطري
- كتب علم النفس والاجتماع
- كتب علوم
- كتب فكر وثقافة
- كتب فلسفة ومنطق
- كتب قانون
- كتب مقارنة الاديان
- كتب موارد بشرية
- موسوعات ومعاجم
الأخيرة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5
- ديوان شعر عراقي (1)
- ديوان شعر عربي (2)
- روايات عالمية (1)
- روايات عراقية (1)
- روايات عربية (2)
- كتب أدب عالمي (1)
- كتب أدب عربي (1)
- كتب اقتصاد (1)
- كتب التراث السني (1)
- كتب التراث الشيعي (1)
- كتب تاريخ (1)
الردود$type=list-tab$com=0$c=4$src=recent-comments
الشائعة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5$src=random-posts
ديوان شعر عراقي
(1)
ديوان شعر عربي
(2)
روايات عالمية
(1)
روايات عراقية
(1)
روايات عربية
(2)
كتب أدب عالمي
(1)
كتب أدب عربي
(1)
كتب اقتصاد
(1)
كتب التراث السني
(1)
كتب التراث الشيعي
(1)
كتب تاريخ
(1)
ليست هناك تعليقات: