(النظرية الكوانتية)، القسم من علم الطبيعة الذي يدرس حركات الجزئيات الصغيرة. وقد وضعت أسس ميكانيكا الكم عام 1924 على يد لويس دي بروجلي الذي اكتشف الطبيعة الجسمية الموجية للكمّات الفيزيقية. وتطورت ميكانيكا الكم كنظام متماسك على يد شرودنجر وهاينزنبرج وغيرهما في الأعوام من 1925 إلى 1927. والسمات الأساسية لميكانيكا الكم كنظرية فيزيقية (وهي الثنائية الجسيمية الموجية، ومبدأ الاشتباه، الخ) نتج من وجود كم الفعل. ففي الظروف التي يمكن فيها تجاهل كم الفعل، تتحول ميكانيكا الكم إلى ميكانيكا تقليدية (أنظر مبدأ التطابق). وعلى عكس الميكانيكا التقليدية، فإن مسلك الجزئ الفردي في ميكانيكا الكم يحكمه الاحتمال، أي القوانين الاحصائية. وبالتالي، فإن مفهوم مسار الحركة والحركات التقليدية للسببية تكون خالية من أي معنى في ميكانيكا الكم. إن الصفات غير العادية للجزيئات الصغيرة تنعكس فيما يسمى بالوظيفة الموجية، التي تعطي خاصية ميكانيكية كمية لحالة الجزئ. وهذه الوظيفة تستمد من "المعادلة الموجبة" الميكانيكية الكمية، وهي القانون الأساسي لحركات الجزئيات الأولية. وبالنسبة للسرعات المنخفضة، فإن هذه هي معادلة شرودنجر. أما بالنسبة للسرعات العالية فإن قانون حركة الجزيئات الصغيرة للغاية يعبر عنه بمعادلة ديراك، التي تأخذ بعين الاعتبار متطلبات نظرية النسبية. وقد أسهمت ميكانيكا الكم في تفهم عدد كبير من الظواهر في علوم الطبيعة والكيمياء وحتى الأحياء (البيولوجيا): البنيان الذري، الاشعاع، النظام الدوري للعناصر، الخ. وطالما أن ميكانيكا الكم تتناول المادة في مستوى أعمق من علم الطبيعة التقليدي، فإنها قد فرضت مشكلات فلسفية، مثل علاقة الذات والموضوع، المعرفة والواقع الطبيعي (الفيزيقي)، الصدفة والضرورة، الحتمية واللاحتمية، "القابلية للملاحظة" الفيزيقية، والصورية الرياضية، الخ. وتبدو المعالجات الفلسفية المختلفة لهذه المشكلات – مباشرة – في التأويلات المختلفة للسمات الأساسية لميكانيكا الكم، وفي المحل الأول الوظيفة الموجية. إن جوهر الوظيفة الموجية لا يمكن التعبير عنه من حيث المبدأ بلغة علم الطبيعة التقليدي، ما دامت تعزو إلى الجزيئات صفات موجية وجسيمية في الوقت نفسه، وهي صفات يستبعد كل منها الآخر بالمعنى التقليدي. ويتعين على المرء عند معالجة جزيئات العالم الأصغر (الميكروكوزم) أن يتناولها من وجهة نظر الجدل المادي، الذي يعطي مفتاحا إلى فهم التناقض الجدلي والتركيب الجدلي، ويتعين على المرء – بصفة خاصة – أن يوسع فكرتي المكان والزمان، بحيث تتجوازان حدود ميكانيكا الكم. وفي الفترة التي كان علم الطبيعة فيها عاجزا عن أن يفعل هذا، فإن مدرسة كوبنهاغن لميكانيكا الكم اكتسبت شهرة، إذ أعلنت أن الوظيفة الموجية مجرد "سجل لمعرفتنا فيما يتعلق بحالة الجزيئات الصغرى". وقد ذهب بعض الفلاسفة الذين يعمدون إلى الاستدلالات المثالية، إلى حد رفض موضوعية طبيعة العالم الأصغر والسببية فيه، ومالوا إلى الافراط في تأكيد دور الملاحظة والجهاز. والحقيقة رغم ذلك، أن الوظيفة الموجية انعكاس للصفات الموضوعية للجزيئات الصغرى، ومن الخطأ كلية الخروج باستنتاجات ذاتية من الطبيعة غير التقليدية لهذه الصفات. وليس من قبيل الصدفة أنه مع تطور علم الطبيعة الحديث، ومع اكتشافه للتغير الداخلي المتبادل بين الجزيئات الأولية، وبنيانها ورابطتها التي لا تنفصم مع الفراغ، والتي أكدت – بالتالي – الطبيعة الموضوعية لمفارقات ميكانيكا الكم، فإن كثيرا من العلماء البارزين – مثل هايزنبرج وبوهر، قد ابتعدوا تدريجيا عن المناهج الوضعية.
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاقسام
- الرسائل والاطاريح
- دواوين شعر عراقي
- دواوين شعر عربي
- روايات عالمية
- روايات عراقية
- روايات عربية
- كتب ادب عالمي
- كتب ادب عربي
- كتب استشراق
- كتب اقتصاد
- كتب التراث السني
- كتب التراث الشيعي
- كتب الجغرافية
- كتب المعتزلة
- كتب تاريخ
- كتب تنمية بشرية
- كتب سياسة
- كتب سيره ومذكرات وتراجم
- كتب سينما وفنون واعلام
- كتب طب بشري
- كتب طب بيطري
- كتب علم النفس والاجتماع
- كتب علوم
- كتب فكر وثقافة
- كتب فلسفة ومنطق
- كتب قانون
- كتب مقارنة الاديان
- كتب موارد بشرية
- موسوعات ومعاجم
الأخيرة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5
- ديوان شعر عراقي (1)
- ديوان شعر عربي (2)
- روايات عالمية (1)
- روايات عراقية (1)
- روايات عربية (2)
- كتب أدب عالمي (1)
- كتب أدب عربي (1)
- كتب اقتصاد (1)
- كتب التراث السني (1)
- كتب التراث الشيعي (1)
- كتب تاريخ (1)
الردود$type=list-tab$com=0$c=4$src=recent-comments
الشائعة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5$src=random-posts
ديوان شعر عراقي
(1)
ديوان شعر عربي
(2)
روايات عالمية
(1)
روايات عراقية
(1)
روايات عربية
(2)
كتب أدب عالمي
(1)
كتب أدب عربي
(1)
كتب اقتصاد
(1)
كتب التراث السني
(1)
كتب التراث الشيعي
(1)
كتب تاريخ
(1)
ليست هناك تعليقات: