مفهومان أساسيان من مفاهيم علم الطبيعة (الفيزياء)، يشيران إلى شكلين أساسيين للمادة عند مستوى عياني، حيث الجوهر هو جماع التشكيلات المنفصلة التي تملك كتلة السكون (الذرات والجزيئات واجتماعهما)، بينما المجال هو شكل المادة الذي يتميز باستمرارية ويملك كتلة سكون بمستوى صفر (المجال الكهرومغنطيسي ومجال الجاذبية). وقد كان اكتشاف المجال كشكل للمادة ذا أهية فلسفية هائلة لأنه بيّن خطأ التوحيد الميتافيزيقي بين المادة والجوهر. وكانت صياغة لينين للتعريف المادي الجدلي للمادة مبنيا في كثير من جوانبه على التعميمات الفلسفية لنظرية المجال. وتصبح عملية التمييز بين الجوهر والمجال نسبية عند المستوى الأدنى من الذري (أي مستوى الجسيمات الأولية) وتفقد المجالات (الكهرومغنطيسية والجاذبية) طابعها المستمر الخالص، وهي تقارن بالضرورة بالتشكيلات المنفصلة، الكوانتات (الفوتونونات(1)، والغرافيتونات(2)) وتظهر الجسيمات الأولية التي يتألف منها الجوهر (البروتونات والنيوترونات والالكترونات والميزونات (3)، الخ) ككوانتات للنوية والميزون، الخ وكمجالات، وتفقد طابعها المنفصل الخالص. ومن الخطأ – عند مستوى ما دون الذرة التفرقة بين الجوهر والمجال حتى على أساس من امتلاكهما أو عدم امتلاكهما كتلة سكون، حيث أن مجالات النوية والميزون، الخ لا تملك كتلة سكون. وفي علم الطبيعة الحديث تتعارض المجالات وتتشابه مع الجسيمات، فتشكل جانبين مترابطين على نحو لا يقبل الانفصال للميكروكوزم(4) وتعبر عن وحدة لصفات لجسيمية الاشعاعية (المنفصلة) والموجية (المستمرة) للأشياء الدقيقة. كذلك تشكل مفاهيم المجال الأساس لتفسير عملية التفاعل المتجسدة في مبدأ الفعل المباشر (أنظر الفعل المباشر والفعل عن بعد).
..........................................
(1) الفوتون (Photon) هو الكم الضوئي.
(2) الغرافيتون (Graviton) هو كم الجاذبية.
(3) الميزون (Meson) هو الجسم الالكتروني.
ليست هناك تعليقات: