أحد القوانين الرئيسية للجدل، وهو يشرح كيف وفي أية ظروف تحدث الحركة والتطور. وهذا القانون الموضوعي الكلي للتطور يقرر أن تراكم التغيرات الكمية التدريجية التي لا تدرك يؤدي بالضرورة في لحظة معينة، بالنسبة لكل عملية، إلى تغيرات جذرية للكيف وإلى تحول على شكل قفزات من كيف قديم إلى كيف جديد. (أنظر الكيف والكم والمقياس والطفرة). والقانون صادق في جميع عمليات التطور في الطبيعة والمجتمع والفكر. والتغيرات الكمية والكيفية مترابطة بشكل متداخل، وتعتمد كل منها على الأخرى بشكل متشابك: فلا يوجد فحسب تحول الكم إلى الكيف بل يوجد أيضا عملية عكسية – تغير المؤشرات الكمية نتيجة تغير في كيف الأشياء والظواهر. وهكذا نجد أن التحول من الرأسمالية إلى الإشتراكية يتضمن تغيرا كبيرا في المؤشرات الكمية: مضاعفة التطور الاقتصادي والثقافي. ونمو الدخل القومي وأجور العمال الخ.. والتغيرات الكمية والكيفية نسبية. فيمكن للتغير أن يكون كيفيا بالنسبة لبعض الخواص (الأقل عمومية) ولا يكون إلا تغيرا كميا بالنسبة لخواص أخرى (أكثر عمومية). وهكذا نجد أن التحول من المرحلة السابقة على الإحتكار إلى المرحلة الإحتكارية للرأسمالية ليس تغيرا مطلقا للكيف: فكيفُ الرأسمالية لا يتغير إلا بمعنى أن ملامح وخواص جوهرية جديدة معينة قد ظهرت، لكن جوهرها يظل كما هو دود تغير. وأي عملية تطور هي في الوقت نفسه مستمرة ومتقطعة ويظهر التقطع على شكل وثبة كيفية، والاستمرارية على شكل تغير كمي (أنظر التطور والثورة). ومثل هذا التصور للتطور متعارض تماما مع النظرة الميتافيزيقية التي تضع، بشكل أحادي الجانب، الارتقاء ضد القفزات الصادرة من حيث لا يعرف أحد. وقد برهنت الماركسية على الطبيعة غير العلمية لآراء التحريفيين وبعض علماء الاجتماع الذين يردون تطور المجتمع إلى الارتقاء البطيء والاصلاحات الثانوية ويرفضون الطفرات والثورات، كما برهنت الماركسية على الطبيعة غيرالعلمية لآراء الفوضويين والمغامرين اليساريين الذين يتجاهلون العمل الطويل الدؤوب الخاص بتراكم القوة وإعداد الجماهير للأعمال الثورية الحاسمة. وإن الفهم المادي الجدلي لقانون التحول من الكم إلى الكيف يتعارض مع فهم المثالية له. فهيغل الذي كان أول من صاغ هذا القانون أضفى عليه طابعا غامضا شأن قوانين الجدل الأخرى. ففي تعاليمه نجد أن مقولتي الكم والكيف، وانتقالهما المتبادل تبدو في البداية بشكل مجرد – في الفكرة المطلقة – ثم بعد هذا فقط في الطبيعة. وتعتبر الفلسفة الماركسية هذا القانون لا شرطا مسبقا لبناء العالم، بل نتيجة لدراسة الطبيعة وانعكاس لما يحدث في الواقع. ولمّا كان هذا القانون أهم قانون للعالم الموضوعي فهو أيضا. وإلى حد كبير، مبدأ هام لمعرفة العالم وتحويله في الممارسة بشكل واع. وفي الظروف المتغيرة للتطور الاجتماعي تنكشف قوانين الجدل بشكل نوعي. وهكذا، لا يأخذ الانتقال من الكم إلى الكيف (الطفرات) في ظل الاشتراكية شكل الثورات السياسية فالتغيرات الاجتماعية هنا تحدث بشكل تدريجي عن طريق انقضاء القديم وبزوغ عناصر الجديد. وهذا هو القانون الأساسي لنمو الاشتراكية إلى الشيوعية.
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاقسام
- الرسائل والاطاريح
- دواوين شعر عراقي
- دواوين شعر عربي
- روايات عالمية
- روايات عراقية
- روايات عربية
- كتب ادب عالمي
- كتب ادب عربي
- كتب استشراق
- كتب اقتصاد
- كتب التراث السني
- كتب التراث الشيعي
- كتب الجغرافية
- كتب المعتزلة
- كتب تاريخ
- كتب تنمية بشرية
- كتب سياسة
- كتب سيره ومذكرات وتراجم
- كتب سينما وفنون واعلام
- كتب طب بشري
- كتب طب بيطري
- كتب علم النفس والاجتماع
- كتب علوم
- كتب فكر وثقافة
- كتب فلسفة ومنطق
- كتب قانون
- كتب مقارنة الاديان
- كتب موارد بشرية
- موسوعات ومعاجم
الأخيرة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5
- ديوان شعر عراقي (1)
- ديوان شعر عربي (2)
- روايات عالمية (1)
- روايات عراقية (1)
- روايات عربية (2)
- كتب أدب عالمي (1)
- كتب أدب عربي (1)
- كتب اقتصاد (1)
- كتب التراث السني (1)
- كتب التراث الشيعي (1)
- كتب تاريخ (1)
الردود$type=list-tab$com=0$c=4$src=recent-comments
الشائعة$type=list-tab$date=0$au=0$c=5$src=random-posts
ديوان شعر عراقي
(1)
ديوان شعر عربي
(2)
روايات عالمية
(1)
روايات عراقية
(1)
روايات عربية
(2)
كتب أدب عالمي
(1)
كتب أدب عربي
(1)
كتب اقتصاد
(1)
كتب التراث السني
(1)
كتب التراث الشيعي
(1)
كتب تاريخ
(1)
ليست هناك تعليقات: